الأربعاء، 30 مارس 2011

نحن والاستعمار

في تاريخ الانسانية القريب بدأ تاريخنا كعرب في آسيا هذه القارة المتلاطمة بالأديان الأرضية والسماوية والانبياء ومدعي النبوة والدجالين.
وكان منها الآريون والمغول والعرب والترك يخرجون كالجراد من آسيا ويغيرون على أوروبا يحملون معهم زوبعة من الأديان الجديدة.
حملوا معهم الزاردشتية والهندوسية والبوذية واليهودية والإسلام
نهبوا التيجان والجواري الحسان وخزائن الفضة والذهب والماس
وظلت أوروبا زمنا طويلا المستعمرة الخصب لآسيا التي تجود عليها بأحسن السبايا والعطايا والجزيات..
ودوما  لم يكن للزمن أمان اذا ما استأمنه الناهبون..
لقد نزل الإنجليز إلى أقصى الغرب يسوقون أمامهم أبناء آسيا وإفريقيا التعساء ويشحنوهم في اقفاص كأقفاص الدجاج الى فرجينيا وكارولينا ليعملوا في حقول التبغ الشاسعة ويموتون هناك كما يموت الذباب.
تحول التاريخ وتحول العبد الى سيد وسقطت الحضارات وداست الآله الحديثة خيام وأكواخ الناهبون وداس الاستعمار على الكل واصبح الإغريق والفراعنة مومياوات في المتاحف يتسلى بها السواح و ظلت الدنيا بين معتدِى ومعتدى عليه.
لقد تحور فن الاستعمار من غزو البلاد لنهب ثرواتهم إلى إجبار هذه البلاد على أن تأتي اليه وتدفع له وهي صاغرة دون أن يحاربها ويضحى بأبناءه فى حربها ودون أن يمس أرضها ولاسكانها فهذا هو التنين الأصفر الذي يبيع لنا كل شئ بدأ من الكمبيوتر حتى الدبابيس والترتر واحمر الشفاه الى السجادة والفانوس وتماثيل الآثار المصرية والكعك والطعمية – ونحن ندفع له صاغرين.
وبدلا من ان يستعمرنا كٌرها بالكرباج..استعمرنا جذباً لبضائعه الفانية واخذ منا   خاماتنا وعقولنا وكراماتنا  ونحن راضون.
                                          


                                     





ليست هناك تعليقات: