الأربعاء، 30 مارس 2011

العدل والضمير وميدان التحرير

الذين ثاروا فى ميدان التحرير وطالبوا بالعدل والحرية ومحاربة الفساد وتخيلوا أن كل ذلك سوف يتحقق بإصلاح الضمير المصرى هم واهمون نحن لا يكفينا شئ و لا يملاء أعيننا إلا التراب.
أنت تنظر لما عندي وأنا انظر لما في يدك وكلانا ينظر إلى ما في جيب الآخرين. ونحاول أن نأخذ أضعاف ما نحتمل ونصعد به الى قمة الترف ولكننا جميعا لدينا لعنة سيزيف فلا نحن حملنا ما نستطيع فصعدنا الجبل ولا تركنا كل شئ وبقينا فى مكاننا .ونظل هكذا مدى الدهر.نصعد فنسقط فنقوم لنصعد ونسقط وهكذا لأننا لم نمت من الجلاد القابع فينا (الضمير) الذي لا يعرف مزايانا وعيوبنا الا ميزانه..
إنه مثل بروكوست ضمير الميثولوجيا اليونانية والذي كان يقطع الطريق على الناس ويخلع عنهم ثيابهم ويضعهم على سرير من حديد ثابت الطول فإذا وجدهم أطول منه قطع أرجلهم وإذا وجدهم أقصر شد رءوسهم وأقدامهم بالحبال .
كذلك الضمير هو دائما يبحث عن الطول الذى يطلبه
ولكن أحلام البشر أكبر من شده لأنهم دائما يحلمون بما ليس لديهم ويظل الصراع الأبدى بين الضمير وأحلام البشر وبينهم شعرة معاوية فنحن لا نملك ضمير الفطرة مثل النحل الذى يصنع العسل ولايأكله ويلقح ذكره ملكاتِه ثم يموت ولكننا لنا ضمير يموت بسرعة أو يحيي دائما فى غرفة الإنعاش بمحلول الفضيلة.
نحن آدميون نختار فضائلنا بيقظة ونميتها بوعي وفي هذا تكمن كل قيمنا وقيمتنا.
نتصور أن العدل يقوم بالضمير ولكن العدل لايقوم الا بالقانون الذى يفرضه ,والقوة التي تحميه, والسجن بل وحتى الشنق االذى يخلصه من مخالفيه.أما إذا كنا نود إحياء العدل بالحكمة والموعظة الحسنة والعفو عند المقدرة فقط ,فذلك وجه آخر للفساد.


















ليست هناك تعليقات: