الخميس، 20 سبتمبر 2012

ماذا يريد الملاحدة؟

                                                            


دأب الإنسان منذ القدم علي أن يحسن من ذاته خلقاُ وخلقاُ ومنذ خلقه الله خلقاُ خاصاُ أو خلق من خلق آخر وهو يعبد الله ويقدسه يتوه تارة في البحث عنه وتارة أخري يهتدي.

حتي في اهتداءه إلي الله يتوه تارة في عدد ذاته وتارة أخري في وحدانيته. ولكنه في كل الحالات يصف الله بأحسن الصفات فهو الكامل، العدل، الخير، الخالق.. إلي أخر كل صفات الله..

وصار الإله عند الإنسان هو النموذج المطلق في كل شئ حسن والبعيد عن كل ما هو سئ (ولا يبقي إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام)..

ولأن الله عادل.. فقد أحب الإنسان العدل..

ولأن الله يكره الظلم (يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفس وجعلته بينكم محرما) فقد كره الإنسان الظلم.

أي أن الإنسان منذ بدأ الخليقه قد جعل له في صفات الله نموذجا لخير الصفات التي يحتذي بها ويحاول جاهدا الوصول إليها

ليصل بأخلاقياته وسلوكياته ومثله إلي الأحسن..

ربما يخفق قليلاُ ولكنه كثيراُ ما ينجح..

فمما لا شك فيه إن الإنسان بمثل هذه الأخلاقيات والسلوكيات قد عبر من الأزمنة الغابرة التي لم تكن تقيم وزنا للعدل أو الظلم ولا فرق عندها بين الحلال والحرام ويشهد التاريخ القديم والحديث علي عبثية الإنسان الأول قبل تقدم الحضارات ومحاولات الوصول إلي وجود الله عز وجل..

فهل ما نحن عليه الآن سوي حصيلة الإيمان العميق بوجود الله..

وهل يمكن للملاحدة الجدد أن يقفوا ضد التيار

وإذا اتخذوا هذا الموقف؟..

فما المصلحة من ذلك.. إذا خلعو الناس من جذور إيمانهم فما المصلحة التي ستعود علي العالم..

إذا فقد الناس الإيمان بوجود الله وتحطم النموذج الذي كان الإنسان يحتذي به ويسعي ليكون فيه شئ منه..

وإذا انفرط عقد المثاليات والسلوكيات الإنسانية التي كانت حول إله واحد، وتفرق الناس كمرح مستنفرة تكره الحياة الظالمة التي لا يحكمها إلا قوي الطغيان والظلم والأنانية وعبثية الخلق. وتهاب ظلمة ما بعد الموت والفناء التام.

ألا يكون من الأحسن للفرد أن ينعم بالدنيا قاتلا أو سارقاُ أو ظالماُ فما الفرق إذن أليس الموت نهاية الحياة وبداية الفناء التام.

فلماذا إذ المبادئ والأخلاق.. أليس من الأجدى ومن الأحسن للخلق والمخلوقات وإذا كنا مازلنا نعصى الله في كثير ونطيعه في قليل ونحن تعلم أنه يرانا في كل لحظة.

فهل تستطيع القوانين الأرضية التي لا ترانا إلا في نادر الأوقات أن تحكم سلوكياتنا..

أم أن الإيمان بعدم وجود الإله معناه اقتناص كل فرصة متاحة للقتل والنهب والسرقة.. ولا فرق في ذلك ؟؟؟ إلي زوال وكل بلا حساب.. أهذه هي الحياة التي يريدونها لنا الملاحدة..

يقول الملحدون دائما أن الإيمان بوجود الله قصور فكر ورجعية وتخلف..

فهل كانت الحضارات القديمة (اليونانية، البابلية، الفرعونية،...) لتنمو وتتقدم دون البحث عن الإله. ألم يكن معتقد الوجود الإلهي يسيطر علي كل هذه الحضارات سواء كان بالوحدانية أو التعددية.

وفي العصر الحديث أليس أكثر الدول اعتقاداُ في وجود الله هي أكثرها تقدما هل كانت أوربا الشرقية والدول الشيوعية. والتي يسود فيها معتقد الإلحاد.. أكثر تقدما من دول أوربا وأمريكا.. والتي يسود فيها معتقد الإيمان بوجود الله..

فإذا كان الملحدون لم يأتوا بالدليل العقلي الذي يقنعنا بعدم وجود الله فلماذا لا يتركونا في خير إيماننا ويبعدونا عن إلحادهم إلي حين يأتونا.. ببرهانهم..

(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

وبالمناسبة فإني لا أستسيغ تسمية من ينكر وجود الله بالملحد لأن الإلحاد جاء من اللحد وهو قبر الطفل الذي عادة ما يحفر رأسيا ثم يحفر فيه جزء جانبيا يدفن فيه الطفل ويكون الجزء الرأسي خالي تماما وذلك إمعانا في التمويه علي الحيوانات النابشة المفترسة

وبذلك يكون الملحد هو من يعلم تماما بوجود الله ويموه علي الناس بعدم وجوده – ولذلك فأنا أميل إلي تسميتهم بالمنكرين أما اللادينيون فتلك قصة آخري.



ليست هناك تعليقات: